سورة القمر - تفسير تفسير الزمخشري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (القمر)


        


{وَلَقَدْ جَاءَ آَلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (41) كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (42)}
{النذر} موسى وهرون وغيرهما من الأنبياء، لأنهما عرضا عليهم ما أنذر به المرسلون. أو جمع نذير وهو الإنذار {بأاياتنا كُلِّهَا} بالآيات التسع {أَخْذَ عِزِيزٍ} لا يغالب {مُّقْتَدِرٍ} لا يعجزه شيء.


{أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (44) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46)}
{أكفاركم} يا أهل مكة {خَيْرٌ مّنْ أُوْلَئِكُمْ} الكفار المعدودين: قوم نوح وهود وصالح ولوط وآل فرعون، أي أهم خير قوّة وآلة ومكانة في الدنيا. أو أقل كفراً وعناداً يعني: أنّ كفاركم مثل أولئك بل شر منهم {أَمْ} أنزلت عليكم يا أهل مكة {بَرَاءةٌ} في الكتب المتقدّمة. أنّ من كفر منكم وكذب الرسل كان آمناً من عذاب الله، فأمنتم بتلك البراءة {نَحْنُ جَمِيعٌ} جماعة أمرنا مجتمع {مُّنتَصِرٌ} ممتنع لا نرام ولا نضام.
وعن أبي جهل أنه ضرب فرسه يوم بدر، فتقدَّم في الصف وقال: نحن ننتصر اليوم من محمد وأصحابه، فنزلت {سَيُهْزَمُ الجمع} عن عكرمة: لما نزلت هذه الآية قال عمر: أي جمع يهزم، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يثب في الدرع ويقول: {سيهزم الجمع} عرف تأولها {وَيُوَلُّونَ الدبر} أي الأدبار كما قال:
كُلُوا فِي بَعْضِ بَطْنِكُمُ تَعِفُّوا ***
وقرئ: {الأدبار} {أدهى} أشدّ وأفظع. والداهية: الأمر المنكر الذي لا يهتدي لدوائه {وَأَمَرُّ} من الهزيمة والقتل والأسر. وقرئ: {سنهزم الجمع}.


{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50)}
{فِى ضلال وَسُعُرٍ} في هلاك ونيران. أو في ضلال عن الحق في الدنيا، ونيران في الآخرة {مَسَّ سَقَرَ} كقولك: وجد مس الحمى وذاق طعم الضرب؛ لأنّ النار إذا أصابتهم بحرهاولفحتهم بإيلامها، فكأنها تمسهم مساً بذلك، كما يمس الحيوان ويباشر بما يؤذى ويؤلم. وذوقوا: على إرادة القول. وسقر: علم لجهنم. من سقرته النار وصقرته إذا لوحته. قال ذو الرمّة:
إذَا ذَابَتِ الشَّمْسُ اتقى صَقَرَاتِهَا *** بِأَفْنَانِ مَرْبُوعِ الصَّرِيمَةِ مُعْبِلِ
وعدم صرفها للتعريف والتأنيث {كُلَّ شَيْء} منصوب بفعل مضمر يفسره الظاهر وقرئ: {كل شيء} بالرفع {والقدر والقدر} التقدير. وقرئ بهما، أي: خلقنا كل شيء مقدّراً محكماً مرتباً على حسب ما اقتضته الحكمة. أو مقدّراً مكتوباً في اللوح. معلوماً قبل كونه، قد علمنا حاله وزمانه {وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ واحدة} إلا كلمة واحدة سريعة التكوين {كَلَمْحٍ بالبصر} أراد قوله كن، يعني أنه إذا أراد تكوين شيء لم يلبث كونه.

1 | 2 | 3 | 4